- لماذا صمتت وزارة الخارجية وصحافتنا القومية على سجن وتعذيب المواطنة هدى عجمى ولم تتحرك منذ شهر كامل !!
- الوحيد الذى نطق وسط كتابنا هو وياللمفارقة الدكتور / عبد العظيم رمضان .
- نطالب بنزع الإشراف السعودى عن المقدسات بعد أن أهين بداخلها المسلمين .. ما رأى علماء الدين فى شرعية هذا المطلب ؟
بقلم د. رفعت سيد أحمد
* مع نشر هذا المقال ، يكون قد مر قرابة الشهر على واقعة تعذيب وسجن المواطنة المصرية (هدى محمود محمد عجمى) على أيدى السلطات السعودية فى انتهاك واضح لحقوق الانسان، وحتى اليوم ، لم تتحرك وزارة الخارجية المصرية ، كعادتها ، وصمت وزير خارجيتها وهو المعروف عنه الكلام (عمال على بطال) وفى أية مناسبة ، ودائماً يعلو صوته الناعم الهادىء فى القضايا التى لا تستحق ، فإذا به اليوم يصمت ولا يتحرك ، وتصمت حكومته ، وتصمت صحافتنا القومية بل والمستقلة والحزبية فى أغلبها ، فهل وصل الحال بالنفط السعودى إلى هذه الدرجة من اعطاب الضمير السياسى للمسئولين والضمير الصحفى للاعلاميين فتعطل كلُ عن وظيفته وبات خائناًَ لأمانة المسئولية وأمانة الكلمة ؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك ، فلماذا صمتوا عن هذه القضية الخطيرة والتى تكررت عدة مرات خلال السنوات الماضية دون مواجهة جادة تليق بمكانة وقيمة مصر وصحافتها ووزارة خارجيتها وحكومتها التى تدعى أنها جاءت لتحمى هذا الشعب المصرى فى داخل البلاد وخارجها ؟ .
ولنعدد إلى القصة .. والتى تجرأت صحيفة واحدة هى (المصرى اليوم) على نشرها يوم 30/10/2006 وفى الصفحة الأولى ، والطريف أن الوحيد الذى عقب عليها منتقداً أيضاً صمت وزارة الخارجية المصرية هو د. عبد العظيم رمضان فى مقاله بصحيفة الجمهورية يوم (1/11/2006) .
تقول القصة وباختصار (احتجزت السلطات السعودية معتمرة مصرية فى أحد أقسام الشرطة فى مكة وسط 40 سيدة فى زنزانة ضيقة تملؤها الفئران، قبل أن تطلق سراحها بعد 9 أيام من الاحتجاز ، بسبب مشادة حدثت بينها وبين سيدة سعودية بجوار الكعبة، انحازت خلالها الشرطة للمرأة السعودية ، ووجهت للمعتمرة المصرية تهمة التسول !! تقول المعتمرة وتدعى هدى محمود محمد عجمى " 62 سنة " من الاسكندرية : أتطلع كل عام بشوق لزيارة بيت الله الحرام ، وهذا العام بعد أن قضيت مناسك العمرة ، واستقر بى الحال بمكة توجهت للصلاة أمام الكعبة ، ففوجئت بإحدى السعوديات تزيح سجادة الصلاة الخاصة بزميلتى لتجلس مكانها ، فأخبرتها أنها على وشك الوصول ، فثارت فى وجهى ، وأخذت تسب المصريين وعندما رفضت أسلوبها ، توعدتنى وتوجهت إلى إحدى المشرفات داخل الحرم، وجاءت المشرفة وطلبت منى التوجه معها لأحد أفراد الشرطة بالحرم ، وتم احتجازى بغرفة صغيرة لمدة نصف ساعة قرب باب الصفا ، وتفتيشى ذاتياً ، وبعد أوقات عصيبة ، جاءت سيارة كبيرة للترحيلات بها صندوق حديدى كالزنزانة ، وضعنا بداخله بطريقة غير آدمية وقام أحد أفراد الشرطة بسبنا بأبشع الألفاظ ، ووصلنا إلى ما يسمونه الحجز المركزى بجدة .وتتابع السيدة : مرت الأيام الـ 8 التى تم احتجازى فيها كأنها دهر ، حيث كانت الفئران تسير على جسدى ، انهارت قواى لعدم استطاعتى النوم ، وأكدت هدى أنها لن تترك حقها يضيع وسترفع دعاوى قضائية على جميع المسئولين عن الإهانة التى لحقت بها فى السعودية) انتهى الخبر المنشور فى الصفحة الأولى من (المصرى اليوم) !!.
* والآن .. وبعد نشر هذه القصة / الفضيحة دعونا نسأل عدة أسئلة مؤملين أن نجد اجابة عليها ممن امتلأ فمهم نفطاً بدلاً من الماء :أولاً : ألا يوجد لمصر سفير محترم فى السعودية مهمته متابعة مثل تلك القضايا وحماية أبناء وطنه هناك سفير من المفترض ألا يتواطأ بالصمت أو بالتآمر المباشر (كما حدث منذ سنوات مع الطفل المصرى الذى اغتصب فى تلك البلاد التى تدعى حماية الحرمين !!) .. ترى أين هذا السفير وماذا فعل لعشرات الحالات التى وقفت على باب سفارته تشكو له الظلم والإهانة وضياع الحقوق، هل دوره هو مجرد التشريفات والتخديم على الأمراء وإعداد حفلات الاستقبال ؟ ماذا فعل هذا السفير فى هذه القضية تحديداً ؟ وإذا لم يكن قد فعل شيئاً وصمت مثل وزير خارجيته صاحب الصوت الناعم ، فهل يجوز سياسياً أن يستمر فى منصبه وهو لم يكن أميناً على شروط بقائه فيه ؟! .
ثانياً : أين صحافتنا واعلامنا المرئى والمسموع (الرسمى وغير الرسمى) من هذه الفضيحة، لماذا صمت ولم تنطق سوى صحيفة واحدة (المصرى اليوم) وكاتب واحد (عبد العظيم رمضان) أين ذهب قلم ولسان كل من أسامة سرايا وممتاز القط ، وعبد الله كمال (والأخير مشهور عنه الكلام فى كل شىء وفى أى وقت دفاعاً عن لجنة السياسات وابن الرئيس ، أفلم يهز ضميره المهنى هذه الواقعة ؟ ألم يتألم (قلب) رفاقه رؤساء التحرير المعينون بدون وجه حق مهنى فى مناصبهم لهذه السيدة التى ضربت وأهينت وعذبت .. ألم يروا فيها (مصر) وقد تم اهانتها أم أن مصر هى فقط الرئيس وابنه !!
.ثالثاً : أين منظمات حقوق الإنسان المصرية والعربية والتى صدعت رؤوسنا فى الحديث عن هذه (الحقوق) ، لماذا صمتت هى أيضاً ترى هل طالها (النفط) و(الأمراء) فسدوها ؟ هل لأن تلك السيدة المصرية الفقيرة لا تقف خلفها مؤسسات التمويل الأجنبى (فورد – هانززايدل – فرديرش ايبرت – وكالة التنمية الدولية – الفيدرالية الأوربية لحقوق الانسان – هيئة المعونة الأمريكية وغيرها) وأين المجلس المصرى لحقوق الانسان .. لماذا صمت أبو المجد وأبو سعدة وبهى الدين حسن وغيرهم من دعاة (حقوق الانسان) هل ينتظرون أن تذهب قناة (الجزيرة) أولاً لتصوير الواقعة فيذهبون إلى هناك فى نفس التوقيت حتى يضمنوا أن يظهروا على الشاشات الفضائية ويلقوا بـ (ببوقين حلوين) وبذلك يكونون قد أدوا الأمانة المطلوبة منهم !! .
رابعاً : أين علماء الأزهر والإسلام ليدلوا بدلوهم فى هذا الانتهاك الصارخ لحقوق (انسانة) مسلمة مصرية ، ما هو رأى الإسلام فى هذا ؟ وهل يجوز شرعاً أن يتولى امرة الحرمين الشريفين والكعبة المشرفة مثل هؤلاء الذين ينتهكون حقوق الانسان المسلم ؟ ألا تفجر هذه الفضيحة مجدداً قضية حتمية استقلال هذه المقدسات بعيداً عن هيمنة أولئك المسئولين الذين لا يراعون للمسلمات إلاً ولا ذمة .. ما رأى علماء الإسلام فى ذلك ؟
* أخيراً ..إن القضية خطيرة .. والصمت عليها أخطر ، ولا نبالغ إذا وصفنا هذا بأنه خيانة أخلاقية وسياسية ؛ وإذا لم يتحرك الاعلام المصرى والعربى الشريف لفضح ما جرى ، فإنه حتماً سيتكرر ، وساعتها لا ينبغى ألا نلم أحد ، بل نلم أنفسنا ، وعندما نقبل ممن يفترض فيهم حماية ورعاية مقدسات المسلمين مثل هذا السلوك فى الاعتداء على حرمات المسلمات مثلما جرى مع هذه السيدة المصرية ، فإن أهليتهم فى رعاية وحماية تلك المقدسات تكون موضع شك .. ومن يدعى غير ذلك فهو – مع كامل الاحترام – اما منافق أو يمتلأ ضميره بعد فمه ، بالنفط ، فأخرسه عن قول الحق . ولا حول ولا قوة إلا بالله .