Tuesday, January 02, 2007

محمد مهدي بوش..وجورج عاكف

من مدونة " أقولها على طريقتي " لسيدي أحمد الدريني

يقول المثل الأمريكي الشهير" إن الرب يحفظ ثلاثة،السكاري والأطفال والولايات المتحدة"!!..
المثل الأمريكي يعكس بدرجة أو بأخري وعي هذه الأمة بنفسها وتعريفها لذاتها.

تذكرت هذا المثل عند رؤية اللوم والتقريع والشتائم والمعايرات التي تعرض لها زملاء في موقع "ولاد البلد"..(أعني البراء أشرف بالطبع) بعد انتقادهم لسلوك طلاب الإخوان الذين قاموا بعمل عرض عسكري في ساحة جامعة الأزهر وانتهي بهم الحال_للأسف_ في المعتقل!!بعض الزملاء الذين استنكروا الإقدام علي مثل هذا العرض نالوا من الشتائم والتوبيخ مايفوق حدود النقد ليتخطاه إلي سوء الأدب والتعبير،حتي لأكاد أزداد يقينا أن المعلقين علي موضوعات ولاد البلد من جمهور "الإخوان المسلمين" كائنات لافلزية،غير قابلة للتفكير أو التأمل أو الاقدام علي القول الحسن ..ليس لديهم سوي الدعوة بالتي هي أغلظ!!..وتذكرت سخرية أحدهم عندما قالي لي الإخوان المسلمون يوقنون تماما أن" الدين عند الله الإخوان"!!أي اختلاف معهم نوع من الوقوف ضد السماء،أي انتقاد لهم هو من قبيل تفكه الذين كفروا.."وإذا مروا بهم يتغامزون".أي نوع من الاقتراب من شخص المرشد عاكف هو عمل يقف بك علي حدود الزندقة ،ولكن المرشد لن يطاله أي من حقدك الدفين" فسيكفيكهم الله"..كل من ينتقد الاخوان يتهمونه بالشيوعية والستالينية والالحاد والعلمانية والمش عارف ايه..وكأن محرري ولاد البلد خلية شيوعية لاهم لها الا النيل من الإخوان ومرشدهم،وكأن رئيس التحرير يجلس في صالة التحرير يشرب النبيذ ويسأل أيكم يأتيني بما يغمهم ويهمهم وينال منهم،فنتسارع فيما بيننا،حتي يختار أكثرنا خبثا ولؤما في فكرته ويقول له أنت أنت..ويجلسه بجواره!!.وعي الاخوان بانفسهم يقترب كثيرا من وعي الأمة الأمريكية بنفسها،حيث الرب الذي يحفظهم في كل خطواتهم وينتقم من اعدائهم شر انتقام..سأنقل لكم فقرة من مقال الصحفي الأمريكي الشهير مايكل هيرش في مجلة النيوزويك قبل شهر تقريبا حول حظ الأمة الأمريكية واعتقادها في ذلك وكيف أن أمريكا محظوظة علي الدوام إلي أن جاء بوش الي البيت الابيض.اقرأوه جيدا وقارنوه بالنص الاخواني الذي سيليه..!!"من أكثر المعتقدات الشائعة في تراثنا الأمريكي، وهي معتقدات ظللنا نسمع عنها منذ أن كنا صغارا في المدارس، هي أننا كنا محظوظين إلى درجة لا تصدق في القيادات التي تولت حكم بلادنا في اللحظات الحرجة من تاريخنا. فكم كنا محظوظين عندما تجمع الآباء المؤسسون الأذكياء والشجعان في فيلادلفيا عام 1776 لإعلان استقلال البلاد (ولولا ذلك لشنق كل واحد منهم منفردا). وكم كنا محظوظين عندما أصبح جورج واشنطن أول رئيس لنا، وهو رجل قويم السلوك رفض السلطات الملكية التي عرضت عليه ليختار النظام الجمهوري. وكم كنا محظوظين عندما انتخبنا صانع أسيجة بسيطا ولكنه يتمتع بقدرات قيادية على مستوى عالمي، وهو أبراهام لينكولن، عندما كانت البلاد توشك أن تتفكك. وكنا محظوظين بالدرجة نفسها عندما كان فرانكلين روزفلت رئيسنا ونحن نواجه قدرنا المأساوي في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي. وكم كنا محظوظين عندما قادنا تاجر خرداوات فاشل، تحول فيما بعد إلى رجل دولة عبقري، وهو هاري ترومان (وليس هنري والاس) عندما بدأت الحرب الباردة، وكنا محظوظين بالدرجة نفسها أيضا عندما تمكن الممثل المغمور رونالد ريغان من معرفة أنجع الطرق لإنهاء تلك الحرب.لقد شهدت بلادنا قرنين مجيدين نعمنا خلالهما بهذه السلسلة العظيمة من الحظ. وهناك مثل قديم يقول "إن الرب يحفظ السكارى والأطفال والولايات المتحدة"، ويبدو أنه صحيح. غير أن ما يثير القلق بشأن الحظ هو أنه لا بد أن ينفد في نهاية الأمر، والجميع يخسر في النهاية، وذلك ما حدث لنا. وعندما توجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع، علينا أن نواجه الحقيقة المتمثلة في أننا أصبحنا شعبا بلا حظ، ويشمل ذلك الطيف السياسي بأكمله.هل هناك مثال أكثر غرابة من سوء الحظ التاريخي الذي شهدناه في ولاية فلوريدا بعد انتخابات عام 2000، عندما تقلب 537 صوتا قبل أن تستقر في نهاية الأمر في رصيد جورج دبليو بوش؟ ليس من المهم أن نعرف إن كان آل غور سيصبح رئيسا أفضل، لو أنه فاز في تلك الانتخابات وأعتقد أنه كذلك، كمعظم أعضاء الحزب الجمهوري الآخرين"يقف الاقتباس الي هذا الحد وهو علي طرافته يشي بالكثير ويشرح الكثير من نفسية المواطن الامريكي المنتمي لهذه الأمة مفرطة القوة ظاهرة العدة والعتاد..انتقل بكم الي اقتباس آخر ولكن من نص إخواني،كتبه أحد الصحفيين الاخوان في حوار سابق مع المرشد مصطفي مشهور_رحمه الله_ عام 1996 في مقدمة موضوعه الصحفي..ركزوا فيه جيدا مع العلم أنه ليس تعريبا لمقال هيرش ولا استيحاءا من سيكولوجية الأمة الامريكية..

قال الصحفي في مقدمته "صنع الله دعوة الإخوان المسلمين على عينه ، فرسم لها طريقها وحدد لها أهدافها واختار لها الخير في كل خطواتها ومراحلها حتى في حالة الهزيمة والانكسار، بل إن أشخاصها وقيادتها جاءت أشبه بالاختيار الربانى فعكست في أفكارها وتصرفاتها وقرارتها الشخصية وربما صفاتها وأسمائها العناية الإلهية لدعوة الإخوان والتي تضع كل شئ في موضعه ونصابه … لذا لم تكن مصادفة أن يكون ( حسن البنا ) هو المرشد الأول الذى بدأ الدعوة ووضع البناء ! ، و ( حسن الهضيبى ) هو المرشد الثانى الذى قاد سفينة الدعوة في محنتها وتصدى لمن كادوا لها من رجال الثورة فكان ( الهضبة ) التي تحطمت عليها مخططاتهم ومكائدهم ، ثم جاء ( عمر التلمسانى ) بعده فأعاد تجميعها و ( تلمس ) لها خطواتها بعد المحنة الناصرية ، وحل بعده ( حامد أبو النصر ) مرشدًا رابعًا فكان عنوان (النصر) الذى أحرزه الإخوان في النقابات ونوادي هيئات التدريس والمجالس المحلية والبرلمان إلى أن توفاه الله وتولى بعده ( مصطفي مشهور) الذي يضع الإخوان عليه الآمال في أن يعيد (شهرة) الجماعة عالميًا وهو صاحب الجهد الأكبر في بناء وقيادة التنظيم العالمى للإخوان". !!!!!!!!!!!!!الاخوان المسلمون الذين إن خسروا اليوم(فلم يخسروا عن قلة) تورطوا في عرض عسكري حين أعجبتهم كثرتهم التي لم تغن عنهم من الأمن شيئا،هؤلاء الإخوان في نظري مرضي بفرط القوة أو شعور ذلك وتوهمه،كثرتهم وامتدادهم وتعاطف رجل الشارع البسيط معهم يدفعهم للشعور بالتفوق وهو ما يولد حالة من "الاستخسار" لديهم،إذ عليهم أن يجاهروا بقوتهم الكامنة،ولو ليرهبوا به عدو الله وآخرين من دونهم.(رغم أن عدو الله عندما قال بقبول صعود الاسلاميين للحكم كادت الفرحة أن تودي بحياة إخوتي الإخوان المسلمين!!) .نفسية الاخوان هي ذات نفسية الامبراطورية الامريكية التي تعيث فسادا واستعراضا لقوتها ذات اليمين وذات الشمال في افغانستان والعراق.لكن الفرق أن كل القادة الأمريكان قبل بوش كانوا أكثر حنكة وحظا..وهو ذات وضع الأخوان الذين تورطوا_بكامل ارادتهم في اختيار عاكف_ الذي كان ولايزال أقلهم في إمكاناته الذاتية وقدرته علي إدراة الجماعة وصناعة صورة ذهنية محترمة لها،الرجل تورط في "طظ" الشهيرة،وقال عن العرض العسكري إنه عرض مسرحي!!الإخوان سيظلون في غيّ قوتهم طالما اعتبروا أن كل منتقديهم ينتمون ل"محور الشر"،وسيظلون مدفوعين بمنتهي الرعونة معجبين بكثرتهم واثقين أن الأمن والأمريكان يرونهم مثليهم رأي العين،وواثقين أن الله يدافع عن الذين آمنوا (أو تأخونوا بقي)...

*******

توضيحات للقاريء:

(أنشر هذا الموضوع علي مدونتي بعد رفض موقع ولاد البلد نشره،بعد ضغوط واسعة تعرضوا لها جراء نشر موضوع "إحنا بتوع الاسكتشات" للبراء أشرف،شكرا ولاد البلد..وليتفضل الإخوان بقراءته ولكتن متأخرا جدا عن موعده)
1-كاتب هذا الموضوع ليس ملحدا ولا شيوعيا..
2-لايمت بصلة للكاتب "حمدي رزق" الحاقد الحاسد عدو الجماعة الأمنجي المغرض...
3-لديه عدد لا بأس به من الاصدقاء "الأخوان"
4-صلي المغرب جماعة خلف د.عبد المنعم ابو الفتوح وكانا بمفرديهما ذات يوم..
5-يشهد أن لا اله الا الله محمد رسول الله حقا وصدق ويقينا ونجاة له من النار...
6-يمكنك الاستعانة بأرشيف النيوزويك علي شبكة الانترنت اذا اردت توثيق مقال هيرش علي الرابط التاليhttp://newsweek.alwatan.com.kw/Default.aspx?
...MgDid=439832&pageId=135..
يمكنك الاستعانة ب"تحولات الاخوان المسلمين" للباحث حسام تمام..حيث يرد نص مقدمة حوار الصحفي الاخواني وتحليلات أخري بشأن الجماعة.

1 comment:

Anonymous said...

الحق ان كاتب المقاله ...من اكثر الناس الذين عبروا عن حقيقه الاخوان ودعوا الى تحليل فكر الجماعه بطريقه منطقيه ...نعم انا اعترض على النظام الحاكم ..ولكنى لا اوافق فكر الاخوان الذين يسعون الى الحكم وبكل الطرق مع استغلال الدين للتأثير على عامة الشعب فهم يعلمون ان الدين هو الوتر الحساس الذى يلمس قلبوب البسطاء لكن حقية الأمر انهم لو تمكنوا من السلطه فستفرض علينا اقسى انواع الدكتاتوريه ,,فهم من الان وهم لايقبلون بأى نقاش ولا يستمعون لأى قول او معارض ...انهم لا يقبلون الاخر ...فعل مصابون بغرور العظمه...اولئلك الذين تاجروا بأحلام الشباب ووجدوا فالنظام الفاسد فرصتهم لكى يقوم حزبهم .وهدفهم منه هو الوصول لكرسى الحكم والنفوذ والمال فقط لاغير لايعنيهم الشعب ولا الأمه ولا احلام الشباب ....اللهم ارحمنا جميعا من كل حاكم ظالم وكل متكبر فالأرض